لعبت المبيدات الكيمائية دوراً كبيراً في مكافحة الآفات الزراعية حشرية كانت أم مرضية أم حشائش ضارة وأدت إلى زيادة الإنتاج الزراعي إلى أكثر من الضعف في بعض دول العالم، كما أن استخدام المبيدات الكيمائية في مكافحة آفات الصحة العامة (الملاريا، البلهارسيا ...الخ) وتأثيرها الفعال إضافة إلى العائد الاقتصادي الكبير، كل ذلك أدى إلى زيادة إنتاج هذه المواد وبالتالي استخدامها دون النظر إلى الآثار السلبية التي نتجت عن ذلك على البيئة والتي أدت إلى انهيار التوازن البيئي في كثيراً من الأحيان. واليمن هي إحدى البلدان التي بدأت تتأثر سلباً بالاستخدام العشوائي للمبيدات وخاصة على المحاصيل الزراعية (القات في المرتبة الأولى) المستهلك أكثر من70% من المبيدات ثم الاستخدام المكثف للمبيدات في البيوت المحمية في الآونة الأخيرة وبعد ذلك استخدام المبيدات على محاصيل الخضروات (البطاطس، الطماطم). وباعتبار أن المبيدات الكيمائية هي عناصر نشطة بيولوجياً بالنسبة لتأثيرها على المحيط الخارجي وعناصره المختلفة (التربة، الهواء، الماء) ومكوناته الرئيسية وبالذات الإنسان، النبات والحيوان، لذا فإنه من الضروري بمكان دراسة هذه التأثيرات وإيجاد الحلول المناسبة للتقليل من مخاطر التلوث. تستورد اليمن رسمياً أكثر من 4000 طن مبيدات كيمائية مختلفة سنوياً (حسب تقدير لجنة تسجيل المبيدات 2009) لأكثر من 500 علامة تجارية، ناهيك عن المبيدات المهربة، لكن للأسف لا توجد دراسات مكتملة وأرقام دقيقة حول الكميات الحقيقية ومستوى التلوث البيئي في اليمن بالرغم من وجود البيانات المتعلقة بالتأثير السلبي للمبيدات الكيمائية على متناولي القات (كسبب رئيسي لأمراض السرطان في اليمن) بحكم أنه أكثر المحاصيل المعرضة للمبيدات. وكذلك تأثير المبيدات في إحداث ما يسمى فوران الحشرات (Out-break) مثل ما حدث من كارثة المن الأسود على اللوزيات وكذلك ما يحدث الآن لصانعات أنفاق الطماطم Tuta absoluta الأمر الذي يحتم إيجاد آليات فاعلة ودراسات دقيقة حول تأثير هذه المبيدات على البيئة بشكل عام والإنسان كمكون رئيسي بشكل خاص. وقد تم الوقوف في هذه الدراسة على التأثيرات المختلفة للمبيدات على عناصر البيئة ومكوناتها سواءاً من خلال الدراسات التي أجريت في بلدان متقدمة أو من خلال المعلومات المتوفرة حالياً للتأثيرات السلبية للمبيدات في اليمن بالرغم من أن المعلومات المتاحة حالياً لدينا عبارة عن استنتاجات لبيانات غير رسمية نظراً لتعثر الحصول على بيانات جديدة بسبب عدم إجراء تحاليل علمية دقيقة في اليمن ولكنها في اعتقادنا الاستنتاجات تشكل أساس لمدى أهمية هذه المشكلة وتنذر بكارثة بيئية محتمة إن لم يتم تداركها في الوقت المناسب.

الكلمات المفتاحية :بيئة، تأثير، مبيدات كيماوية، اليمن